كيف تعمل ذاكرتنا

لا تستطيع تطوير شيء لا تعرفه ، و لكي تستطيع رفع كفاءة عمل ذاكرتك فأنت   
تحتاج أولاً لمعرفة كيفية عمل هذه الآلة و ما العوامل التي تعتمد عليها في عملها كي تضعه في الحسبان و تعمل عليه في تطويرها و تنميتها و تقوم بالاعتماد عليه في تدريبها

 ذاكرتك جهاز تسجيل يعمل آلياً

 
الذاكرة مثل مخزن كبير مليء بالكثير من الحقائق و الأحداث و الإنفعالات  التي نمر بها في حياتنا و التي تصل لإدمغتنا عن طريق الحواس فهي تسجل و تلتقط الصور و الأصوات و الأحداث و الروائح و الأحاسيس عن طريق الحواس الخاصة بذلك كأن يلتقط الصورالتي تصل إليه عن طريق حاسة البصر و الروائح عن طريق حاسة الشم و هكذا ، و لكننا لا نتذكر كل هذه الأشياء إلا التي ترسخت بدماغنا خاصة التي كانت بإرادتنا، فعقلنا كجهاز تسجيل يسجل معظم  الوقت دون توقف بطريقة آليه و يحفظ المعلومات داخله في انتظار اخراجها، هناك بعض من هذه الحقائق نريد أن نتذكرها فنختزنها بإهتمام و عن قصد ،و هناك قدر كبير من هذه الحقائق و الأحداث التي تختزن و تنفذ إلى عقولنا دون أن يكون لنا يد فيها و دون بذل أي انتباه ( كالصور ، و الروائح ،و الأفكار ، و الأحاسيس و غيرها..).و الدليل على أن الذاكرة تعمل لا شعورياً و دون إدراك لهذه العملية مخ الطفل فهو يسجل الذكريات التي لا يكون قادراً على إدراكها قبل مضي وقت طويل بعدها.

على أي شيء تعتمد هذه الآلة في عملها؟

الذاكرة تعتمد على عدد من العوامل منها

الإنتباه: الذاكرة تنمو بنمو الإهتمام و لكي تتذكر شيئاً لابد أن تكون منتبهاً و مهتماً لما تسمع و ترى ، فالإنتباه يحدث عندما يركز العقل على حقيقة محددة و بقدر الإهتمام الذي يكون على الشيء الذي تريد تذكره.

العادة: اسلوب يكتسب بتكرار أعمالنا حتى تصيح عادة ، كاستخدامك للملعقة في تناول الطعام مثلاً ، أو ركوب الدراجة فهذه ليست عادة فقط فالذاكرة لها علاقة بذلك لأن هذا الفعل مبني على أفعال أخرى مشابهة عن طريقها تتذكر لا شعورياً.

التكرار: التكرار الذي هو المبدأ الأساسي في المدارس كرر كرر حتى يلتصق الدرس في ذاكرة التلميذ و بمجرد ذكر كلمة منه تنطلق باقي الكلمات و هذا يسمى الإستدعاء ، أو كما يحدث في الأعلانات التي تتكرر علينا في التلفاز ليل نهار ، فرجال الدعاية و الإعلان يريدونك أن تتذكر منتجهم و ذلك بتكرار أغنية معينة لهذا الإعلان أو الصور الدعائية له ، و لكن احذر من هذه الإعلانات فتكرارها قد يصيبك بالضغط العالي كما حدث مع والدتي شفاها الله و عافاكم.

الإنفعال: مثل الأشخاص الذين تحكمهم مشاعرهم و أحاسيسهم لأنهم يملكون التخيل فهم يتذكرون أحداث معينة حدثت منذ سنوات أو حتى من أيام الطفولة شرط أن يتذكروا الانطباعات و الإنفعالات التي أحدثتها هذه الحقائق ، فالتخيل خادم هام للذاكرة ، في بعض الأحيان ينقلب هذا التخيل بالضد عند بعض الأشخاص و يطمس الذاكرة كما يحدث مع الأفراد العصبيين الذين شلهم الخوف من التذكر

التركيز: هناك أمرين هامين يفيدان في السيطرة على الذاكرة هما الإنتباه و الإهتمام ، فلن تستطيع تذكر شيء لم تنتبه إليه بإهتمام و بالتمادي في الإنتباه و تجاهلك كل شيء حولك تصل لمرحلة التركيز و هو نوع من الأستحواذ الفكري و لكنه إرادياً ولكن كثرة التركيزمرهق و يسبب النعاس ،فيجب أن تستخدمه طبيعياً دون أن تخضع له و ذلك بالتمرينات معينة حتى تتغلب على عقل الفراشة" الذي ينتقل من فكرة لأخرى دون تركيز.

تداعي الأفكار : و هو ينشأ عندما تقول أو تفكر في شيء معتمداً على فكرة سابقة ، مثل تداعي الأفكار لكلمة "ساعة" مثلاً فتداعي الأفكار بها  الوقت ، النوم ، الأستيقاظ، ،العمل ، المدرسة ، الأكل ، الدواء ، الامتحان . أو كلمة "سفينة " بحر ، شراع ، هواء ، شمس ، حرية ، عاصفة ، سمك ، أمواج ، ممكن أن تتذكر أنت أشياء أخرى ، تداعي الأفكار يمكننا من تذكر قوائم طويلة من الكلمات أو التواريخ.


     ذاكرتك كنزك الخاص بك الذي أعطاه  الله لك فاعمل باستمرار على تدريبها و تقويتها لأن حياتك تعتمد عليها فكما ذكرت سابقا في موضوع نشط ذاكرتك  أن الذاكرة تشبه العضلة التي إذا اهتممت بها و دربتها وعملت على تنشيطها قويت و اذهرت و إذا تركتها و لم تعتني بها ذويت و ضعفت .