أول خمسة رسائل في عصر الاتصالات

نعيش في عصر يطلق عليه الناس العصر الرقمي " تلك هي الجملة التي تبدأ بها كل كتب علوم الحاسب الآلي تقريبا - هذا ما أراه من خلال دراستي للحاسوب - معهم حق في ذلك لكن هل فكرت يوما كيف دخلنا عالم الإتصالات ؟ كيف تحولت حياتنا إلى حياة رقمية تقوم على جهاز الحاسوب ؟ إنه مجهود و عرق أصحاب الهمم العالية الذين وضعوا تيسير أمور البشر نصب أعينهم و قد فعلوها فعلا .. أسأل الله أن أكون أنا و قاريء تدوينتي منهم . 

في هذا الخماسية ، أعرض عليك أول خمسة رسائل  تم ارسالها في عصر الإتصالات مع بعض الكلمات البسيطة حول صاحب كل اختراع و قصته . 

1.ماذا خلق الله ؟
في عام 1832 تحدث " موريس "مع طبيب غريب الأطوار يدعى "توماس جاكسون" عن الكهرباء المغناطيسية ، وحينها نمت فكرة التلغراف داخل رأسه فكما تنتقل النبضات الكهربية داخل الأسلاك لمسافات بعيدة ، بالمثل يمكن نقل الرسائل عبر الأسلاك . 

بحلول يناير عام 1836 انتهى "سامويل موريس" من تصميم جهازه ، و في سبتمبر 1837 أسس شركة مع ألفريد فيل و ملأ الاثنين براءة الإختراع ، و كان عليهما أن ينتظرا حتى عام 1843 حينما وافق الكونجرس الأمريكي على تخصيص مبلغ مالي كبير لمد خط تلغراف بين العاصمة واشنطن و مدينة " بلتيمور" .
في 24 مايو 1844 أرسل موريس أول رسالة تلغرافية في التاريخ و كانت : 
ماذا خلق الله ؟
2.هل تمطر ثلجا حيث أنت يا سيد " ثيسن " ؟ 
تكرر رسوب" ماركوني " حتى ترك المدرسة و تفرغ لتحصيل العلم من المنزل .. ساعدته في ذلك والدته إلا أن والده كان يراه ابن فاشل . في الحقيقة لم يكن "ماركوني " غبيا فقد كان يحلم أن يكون مهندسا أو مبتكرا و رغم أنه لم يدخل الجامعة إلا أنه قرأ كل ما وقع تحت يديه من كتب علمية في مكتبة والده ، حتى أنه كان يعلم أكثرمما يعلمه أساتذة الجامعة ذلك بمساعدة والدته التي أحضرت له الأساتذة المتخصيين في العلوم الطبيعية . 

كان تلغراف "موريس " السلكي هو المسيطر على وسائل الاتصالات في ذلك الوقت ، فكر " ماركوني " ماذا لو تم استخدام الموجات التي اكتشفها هيرتز في إرسال الرسائل لمسافات طويلة بدون استخدام كابلات أو أسلاك . 

نجح " ماركوني " في سماع رنين جرس بواسطة الضغط على زر متصل به لاسلكيا من غرفة أخرى ، الأمر الذي دفعه مهرولا تجاه والدته لكي يريها شيئا يفرحها . 

كانت أول رسالة صوتية لاسلكية طويلة المدى في 23 ديسمبر 1900 بواسطة الكندي "رجنالد فنستن " تقول كلماتها : 
هل تمطر ثلجا حيث أنت يا سيد "ثيسن " ؟
3.هل تسمعني يا صاحب الجلالة ؟ 
" ألكسندر جرهام بيل " كانت وظيفته هي تعليم الصم و البكم ، و في أوقات فراغه كان ينصرف إلى تجاربه المعملية حيث يعمل على آله يمكنها إرسال أكثر من رسالة في نفس الوقت من خلال نفس خط التلغراف الذي كان حينها لا يستطيع إرسال إلا رسالة واحدة . فشلت تجاربه عدة مرات  بسبب مشكلات في التمويل . 

عرض عليه أحد الأثرياء أن يدرب ابنته " ميبل " الصماء بعدما فشل الأطباء في علاجها . في أول لقاء دق قلب الشاب ذي الخامسة و العشرين عام فوقع في حب تلميذته الصماء . كان يعمل ليل نهار ليخترع لها جهازا يفتح أمامها عالم الأصوات و الموسيقى . 

قصة حب رائعة نتج عنها اختراع الهاتف " التليفون " . كان "جرهام بيل" يرى أن الرد على التليفون يكون باستخدام كلمة "هوي هوي " إلا أن المخترع "أديسون" اقترح كلمة أبسط و هي " ألو " . 

كانت أول رسالة صوتية عبر الهاتف وجهها جرهام بيل إلى امبراطور البرازيل " دون بيدرو الثاني " حين قال : 
هل تسمعني يا صاحب الجلالة ؟ 
حينها قفز الامبراطور من الفرح قائلا : 
يا لعظمة الله .... إن الآلة تتكلم
4.التلفاز 

بدأ التلفاز من حيث انتهى الراديو ... فكما نجح الهاتف في نقل الصوت عبر الأسلاك ، و نجح الراديو في نقلها عبر الهواء ، ظهرت فكرة نقل الصورة أيضا . 

ثبت "بيرد" محرك مروحة في صندوق الشاي الذي أصبح جسم التلفزيون ، و وضع قطعا من الورق المقوى على إبر التطريز التي ثبتها في المحرك ، و استخدم علبة البسكويت كحامل للمصباح الكهربي ، مع بعض أجزاء من راديو قديم . 

كانت أول صورة تلفزيونية هي صورة لزهرة وكان ذلك في فبراير عام 1924 . يقول " برتراند راسل " 
التلفزيون يسمح لآلاف من الناس أن يضحكوا على نفس النكتة و رغم ذلك يظلوا في وحدة ...
5.الرجل الذي باع نفسه للشيطان !!

في عصر التلغراف كان يمكنك أن ترسل رسالة عبر الأسلاك لمسافات بعيدة ، لكن ماذا لو أردت إرسال ورقة لمسافة بعيدة ؟ الشخص الذي كرس حياته لإيجاد حل لهذه المشكلة هو الراهب " جيوفاني كازيللي " بسبب فكرته هذه أطلق عليه الناس " الرجل الذي باع نفسه للشيطان !! " .

في عام 1860 كشف عن اختراعه الجديد " البانتلغراف " أول نموذج عملي للفاكس .. كان شكله غريبا يشبه بيانو ضخم ، و يبلغ طوله نحو المترين .. لكن الأهم أنه كان يستطيع نقل صور طبق الأصل من المستندات و الوثائق من مكان لآخر .