صابونة الركبة.. الجلوس على الأرض واستخدام الحمام العربي يضعان ضغوطاً شديدة تؤدي إلى خشونة مبكرة!إصابتها بالكسر ربما تخلف عواقب وخيمة
إن الغالبية العظمى من الناس تعرف العظمة المعروفة بصابونة الركبة (Patella) . ولكن من الناحية العلمية فهي عظمة دائرية تقع في الناحية الأمامية من منطقة الركبة أمام التقاء عظمة الفخذ بعظمة الساق. وتكمن أهمية صابونة الركبة أنها توفر ذراعا ميكانيكية لعضلات الفخذ التي تمتد من أعلى الفخذ ثم تلتقي بصابونة الركبة ثم تعبر صابونة الركبة لتلتقي بمنطقة أعلى الساق. هذه العضلات مهمة جداً وهي معروفة بالعضلة رباعية الرؤوس (Quadricips). ووظيفة هذه العضلة هي توفير حركة فرد الركبة التي هي حركة مهمة جداً عند المشي والقيام وصعود الدرج والجري ومواصلة الأنشطة بجميع أنواعها. ووظيفة صابونة الركبة هي كما ذكرنا سابقاً توفير ذراع مكانيكية ًتؤدي إلى تحسين أداء هذه العضلة أضعافاً مضاعفةً مما يسهل الحركة والقيام بالأنشطة التي تتطلب فرداً وثنياً لمفصل الركبة. وموقع صابونة الركبة هو موقع سطحي حيث إنه لا تغلفها عضلة سميكة وتقع مباشرةً تحت الجلد بالمنطقة الأمامية من مفصل الركبة كما ذكرنا سابقاً. هذا الموقع السطحي يجعلها عرضة للإصابات المباشرة وغير المباشرة.
أسباب كسور صابونة الركبة
في الواقع إن السبب الرئيسي لحدوث هذه الكسور هو حوادث الطرقات والحوادث المرورية. وقد يحدث الكسر في صابونة الركبة نتيجة إصابة مباشرة خارجية على الصابونة مما يؤدي إلى كسرها أو قد يحدث نتيجة إصابة غير مباشرة مثل ما يحدث في حالات السقوط من علو حيث يؤدي ذلك إلى أن تنقسم العظمة إلى قسمين نتيجة وزن الجسم ونتيجة شد العضلات من الناحيتين السفلى والعليا من صابونة الركبة. وفي بعض الحالات قد يكون السبب هو سقوط جسم مباشرعلى صابونة الركبة أو عندما تصطدم الركبة بأجزاء المركبة كما يحدث في حوادث المرور لا سمح الله. وفي حالات قليلة تحدث هذه الكسور نتيجة إصابات الملاعب والاحتكاك المباشر عند ممارسة الرياضة مثل رياضة كرة القدم.
أنواع الكسور في صابونة الركبة
في الواقع يمكن تقسيم الكسور حسب شدتها فهناك الكسور البسيطة التي تقسم الصابونة إلى قسمين فقط (Simple fractures)أما الكسور المركبة (complex fractures) فإنها تؤدي إلى تفتت الصابونة إلى ثلاث قطع أو أربع قطع. بالإضافة إلى ذلك فإن كسور عظمة الركبة قد تكون كسورا مغلقة عندما لا يكون هناك تهتك في الجلد الذي يغطي العظمة أو قد تكون كسورا مضاعفة عندما يكون هناك تهتك في الجلد المحيط بصابونة الركبة. والواقع أن الكثير من كسور صابونة الركبة تكون مضاعفة لأن عظمة صابونة الركبة كما ذكرنا سابقاً هي عظمة سطحية ويغلفها الجلد فقط.
التشخيص والعلاج
في الواقع عادةً ما يكون التشخيص واضحاً لأن المريض يشتكي من آلام شديدة في منطقة الركبة ولذلك فإنه يجب على الفريق المعالج عدم التركيز على كسر صابونة الركبة وإهمال المريض فإنما الواجب هو عمل فحص كامل للمريض المصاب وخصوصاً في حالات الحوادث المرورية بحيث يتم تقيم جميع أجزاء الجسم للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى. وبعد ذلك يتم التركيز على منطقة الركبة حيث تكون المنطقة متورمة ومؤلمة قد يكون هناك تهتك في الجلد فوق الصابونة المكسورة. أما الأشعة السينية فهي ضرورية لمعرفة نوع الكسر وإذا ما كان كسراً بسيطاً أم مركباً وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي في حال كان هناك شك في أن الأربطة المحيطة بصابونة الركبة أو الأربطة الداخلية في الركبة قد أصابها تمزق.
الخطة العلاجية
في قسم الإسعاف يبدأ العلاج عن طريق وضع نصف جبيرة في الساق المصابة لإلغاء الحركة حول المفصل وذلك يؤدي إلى تقليل آلام المريض.بالإضافة إلى ذلك فإنه خلال فترة عمل الأشعات يمكن إعطاء المريض بعض المسكنات القوية لتخفيف الألم. وبعد ذلك يتم تقييم الكسر فإذا ماكان الكسر بسيطاً ولاتوجد زحزحة أو تحرك في الجزء المكسور لصابونة الركبة فإنه يمكن استخدام العلاج التحفظي غير الجراحي وذلك عن طريق وضع جبيرة دائرية تمتد من أعلى منطقة الفخذ إلى أسفل منطقة الساق وتكون فيها الركبة مثنية بدرجة عشر درجات فقط. وبالإضافة إلى ذلك فإنه يتم صرف مسكنات قوية للمريض وكذلك عكاكيز طبية ويتم نصح المريض بعدم وضع أي وزن على الساق المصابة إلى أن يراجع العيادات بعد أسبوع أو عشرة أيام ليتم تقييم الحالة بعدها. وفي حال كان الوضع جيداً فإنه يستمر في لبس الجبيرة الطبية لمدة ستة أسابيع ويتم بعد ذلك عمل جلسات علاج طبيعي لإعادة الحركة الطبيعة لمفصل الركبة . وعادةً ما تكون فترة ستة أسابيع إلى ثمانية أسابيع كافية لأن تلتئم صابونة الركبة بشكل كاف لإزالة الجبيرة الطبية وبدأ المشي على الرجل بشكل طبيعي.
التدخل الجراحي
في الحالات التي تكون عظمة الركبة فيها متفتة إلى أكثر من ثلاث أوأربع قطع أو في الحالات التي يكون فيها زحزحة في منطقة الكسر أو في الحالات التي يكون هناك فيها تهتك في الجلد المحيط بمنطقة الركبة فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً. وعادةً ما يتم التدخل الجراحي لتنظيف الجرح في المنطقة المصابة وكذلك لعمل تثبيت داخلي للصابونة المكسورة وذلك باستخدام براغي طبية وأسلاك طبية ودبابيس طبية متخصصة لعلاج كسور صابونة الركبة. وهذه العمليات يمكن إجراؤها تحت تخدير عام أو تخدير نصفي وعادةً ما تستغرف حوالي الساعة أو الساعتين وهي ذات نسبة نجاح عالية بإذن الله. وبعد العملية يتم وضع الساق في جبيرة طبية أو في رباط طبي خاص بحيث يمنع الحركة في مفصل الركبة. بالإضافة إلى ذلك يتم إعطاء المريض المضادات الحيوية اللازمة والمسكنات اللازمة ويمكنه البدء بالمشي بمساعدة العكاكيز في اليوم التالي للعملية. وفي كثير من الحالات فإن التدخل الجراحي يكون ممتازاً وتبلغ نسبة نجاح هذه العملية فوق 90% ويمكن للمريض البدأ بالمشي على الركبة وعمل جلسات العلاج الطبيعي بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من العملية. ومن المهم جداً خلال هذه الجراحة أن يعود للجزء الخلفي لصابونة الركبة والذي يحتوي على الغضروف الذي ينزلق فوق عظمة الفخذ عند ثني الركبة وفردها إلى الوضع الطبيعي حتى لا يؤدي إلى حدوث خشونة مبكرة في المستقبل لا سمح الله. وفي الغالبية العظمى من المرضى فإنه يجب إزالة التثبيت الداخلي والبراغي والأسياخ بعد فترة سنة إلى سنة ونصف لأن منطقة صابونة الركبة كما ذكرنا سابقاً هي منطقة سطحية تحت الجلد وعادةً ما يشتكي المريض أو المريضة من بروز هذه البراغي تحت الجلد ومن هنا فإنه يجب إزالتها عند هؤلاء المرضى بعد التأكد من أن الكسر قد التأم.
المضاعفات المحتملة
في الواقع أن إهمال علاج كسور صابونة الركبة المتزحزحة أو عدم علاجها بشكل جيد يؤدي إلى ظهور خشونة مبكرة في مفصل الركبة مما يؤثر سلباً على حركة هذا المفصل في المستقبل. ولهذا فإنه يجب الحرص على إعادة أجزاء العظمة المكسورة إلى وضعها الطبيعي قدر الإمكان وتوخي الحرص في مرحلة مابعد العملية حتى لاتتحرك هذه الأجزاء والالتزام بتعليمات الطبيب وعمل جلسات العلاج الطبيعي بعد أن يلتئم الكسر لإعادة الحركة للمفصل وإعادة القوة للعضلات المحيطة بالمفصل لكي يستطيع المريض أو المريضة للعودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي بإذن الله. كما يجب تنبيه هذه الفئة من المرضى إلى الوضعيات السيئة التي تؤثر سلباً على مفصل الركبة وعلى صابونة الركبة لكي يتفادوها في المستقبل ولكي لا تحصل عندهم خشونة مبكرة في الركبة. هذه الوضعيات هي الوضعيات التي تضع مفصل الركبة في وضعية ثني لفترات طويلة مثل الجلوس على الأرض في وضعية التربيعة لفترات طويلة أو الجلوس في وضعية القرفصاء لفترات طويلة وكذلك استخدام الحمام العربي لأن هذه الوضعيات تضع ضغوطاً شديدة على صابونة الركبة وقد تؤدي إلى ظهور خشونة مبكرة لاسمح الله.